خلع ضرس الناب هو إجراء طبي يلجأ إليه الأطباء عند تعرض الضرس للتلف الشديد أو التهابات متكررة يصعب علاجها. يهدف هذا الإجراء إلى تحسين صحة الفم وتخفيف الألم ويتطلب عناية خاصة بعد الخلع لضمان الشفاء السريع وتجنب المضاعفات.
لماذا لا يجب خلع الناب؟
الناب هو أحد الأسنان المهمة في الفم حيث يلعب دورًا أساسيًا في عملية المضغ والحفاظ على تناسق الأسنان. يعتبر الناب من أقوى الأسنان ويتميز بجذره الطويل والمتين الذي يساعد على ثباته بشكل أكبر. هناك عدة أسباب تجعل الأطباء يتجنبون خلع الناب إلا في الحالات الضرورية القصوى.
أولًا: خلع الناب يؤثر على التوازن بين الأسنان خاصة إذا كان الناب المخلوع في مقدمة الفم حيث يمكن أن يؤدي إلى اختلال في ترتيب الأسنان وتغيير مظهر الوجه. يُعتبر الناب من العناصر الداعمة لبنية الفم وخلعه قد يؤدي إلى تغيرات في عضلات الفم والفك.
ثانيًا: لأنه يساعد على توجيه الأسنان الخلفية أثناء المضغ وخلعه قد يضعف من هذه العملية مما يجعل الشخص أكثر عرضة لمشاكل الفك وآلام المفاصل بالإضافة إلى ذلك يؤدي خلع الناب إلى فراغ كبير في الفك يمكن أن يُحدث تحركًا في بقية الأسنان مما يؤدي إلى انحرافها وتزاحمها بمرور الوقت وقد يستدعي هذا الحاجة إلى علاجات تقويم الأسنان.
وأخيرًا: تلعب الأنياب دورًا في تعزيز مظهر الابتسامة حيث تكون مرئية بشكل واضح عند الابتسام أو التحدث لذا قبل اتخاذ قرار خلع الناب يُنصح بالاستشارة مع طبيب الأسنان للبحث عن بدائل مثل الحشوات أو العلاجات الجذرية للحفاظ على الأسنان طبيعية وتحقيق التوازن الجمالي والصحي للفم.
أضرار خلع الناب
يمكن أن يؤدي خلع هذا الضرس تحديدًا إلى مجموعة من الأضرار المحتملة التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ قرار الخلع حيث يُعتبر الناب من الأسنان الأساسية في الفم فهو يساهم في استقرار الأسنان المجاورة وتوازن الفك ويؤدي دورًا مهمًا في عملية المضغ وقطع الطعام. عند خلع الناب قد يحدث تراجع في اللثة المحيطة بمكان السن المخلوع مما يزيد من احتمالية تعرض الأسنان المجاورة للتلف أو الحساسية.
ومن الأضرار المحتملة أيضًا تأثر الفك والأسنان المجاورة بميلان الأسنان أو تحركها نحو الفراغ الناتج عن الخلع مما قد يؤدي إلى مشاكل في ترتيب الأسنان وتغييرات في المظهر العام للابتسامة بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي فقدان الناب إلى تغيرات في بنية الوجه بسبب نقص الدعم للشفاه والخدين مما قد يعطي الوجه مظهرًا مختلفًا.
متى يكون خلع الناب ضروريا؟
يصبح الخلع ضروريًا في حالات طبية معينة تستدعي إزالة السن للحفاظ على صحة الفم العامة وتجنب المضاعفات. من أبرز هذه الحالات هي عندما يتعرض الناب لتلف شديد بسبب التسوس العميق أو الكسور التي لا يمكن إصلاحها بطرق الترميم التقليدية مثل الحشوات أو التيجان.
في بعض الأحيان قد يكون الناب مدفونًا جزئيًا أو كليًا داخل اللثة مما يجعله عرضة للالتهاب أو العدوى المتكررة وهنا قد يكون الحل هو الخلع لتجنب الألم وتفاقم المشكلة.
كذلك يلجأ أطباء الأسنان إلى خلع الناب إذا كان يعوق ترتيب الأسنان كما هو الحال في بعض الحالات التقويمية حيث يمكن أن يؤثر الناب على انتظام الأسنان الأخرى مما يجعل الخلع ضروريًا لتهيئة المساحة اللازمة للتحرك السليم للأسنان أثناء عملية التقويم. وأيضًا قد تكون هناك حاجة لخلع الناب في حالات التهابات الجذور المزمنة أو الخراجات التي يصعب علاجها بالعلاجات المحافظة.
هل خلع هذا الضرس مؤلم؟
خلع هذا الضرس قد يسبب بعض الألم لكن طبيب الأسنان يتخذ خطوات لتخفيفه وجعل العملية مريحة قدر الإمكان. قبل الخلع يتم تطبيق تخدير موضعي في منطقة السن لتخدير الأعصاب المحيطة مما يقلل الشعور بالألم أثناء العملية نفسها.
يشعر المريض عادةً بالضغط أو الحركة لكنه لا يشعر بألم حقيقي.
بعد زوال مفعول المخدر قد يشعر ببعض الألم أو الانزعاج الخفيف في المنطقة المخلوعة وهو أمر طبيعي ويمكن التعامل معه باستخدام مسكنات الألم التي يصفها الطبيب مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
قد يصاحب الألم أيضًا بعض التورم أو حساسية خفيفة في الأيام الأولى بعد الخلع ولكنها عادة ما تختفي تدريجيًا خلال أيام قليلة. لتسريع الشفاء وتقليل الألم يُنصح المريض باتباع تعليمات الطبيب حول العناية بالفم بعد الخلع مثل تجنب تناول الأطعمة الصلبة والحرص على عدم التعرض للمنطقة المخلوعة بالأصابع أو اللسان.
ماذا يحدث بعد خلع ضرس الناب؟
بعد خلع الضروس عمومًا يمر الفم بمرحلة شفاء طبيعية تبدأ بتكوين جلطة دموية في موقع الخلع وهذه الجلطة تعمل كحاجز يحمي العظم والأنسجة المحيطة من العدوى ويساعد على تسريع عملية الشفاء.
من المهم جدًا الحفاظ على هذه الجلطة وعدم تعريضها للإزالة لأن ذلك قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ “التهاب العظم الجاف” وهو حالة مؤلمة يمكن أن تطيل مدة الشفاء. خلال الأيام الأولى بعد الخلع قد يشعر المريض ببعض الألم أو الانزعاج في منطقة الخلع ويكون هناك تورم خفيف في اللثة المحيطة.
من التغيرات التي تحدث أيضًا بعد الخلع قد يبدأ المريض بملاحظة أن الأسنان المجاورة تميل قليلاً نحو المساحة الفارغة وهو أمر طبيعي ويمكن تلافيه إذا كان هناك تخطيط لتعويض الضرس بتركيبات سنية أو زراعة سن جديدة لذلك يُنصح بزيارة الطبيب مرة أخرى بعد الخلع للنظر في الحلول التعويضية المناسبة لتجنب تحرك الأسنان والحفاظ على توزيع الضغط بشكل صحي أثناء المضغ.
خلال فترة الشفاء يُفضل اتباع نصائح الطبيب مثل تناول الأطعمة اللينة وتجنب المضمضة القوية وتجنب التدخين إلى جانب الحفاظ على نظافة الفم بشكل معتدل لمنع حدوث التهابات وضمان شفاء أسرع.
متى تلتئم اللثة بعد الخلع؟
تلتئم اللثة عادةً بعد خلع ضرس الناب في فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ولكن مدة الالتئام قد تختلف من شخص لآخر اعتمادًا على عدة عوامل مثل العمر وصحة الفم وسرعة الشفاء الطبيعي لدى الفرد.
خلال الأيام الأولى بعد الخلع تبدأ اللثة بتكوين جلطة دموية في موضع السن المخلوع وهذه الجلطة تشكل حاجز طبيعي يحمي العظم والأنسجة المحيطة من العدوى وبمرور الوقت تتحول الجلطة إلى نسيج جديد يبدأ في ملء مكان الناب.
في الأسبوع الأول يبدأ التورم والألم في التلاشي ويمكن أن تساعد مسكنات الألم البسيطة والكمادات الباردة في تخفيف هذه الأعراض.
بعد ذلك ومع مرور الأسبوع الثاني تبدأ اللثة في الالتئام بصورة أكبر وتتشكل طبقات جديدة من الأنسجة اللثوية مما يمنح الموقع مظهرًا أكثر استقرارًا، في هذه المرحلة يكون المريض قد تجاوز معظم الألم ويمكنه العودة إلى تناول الأطعمة بشكل طبيعي مع الحرص على تجنب الضغط المباشر على موقع الخلع.